تحول عالمي نحو العملات البلاستيكية بين الأمان والاستدامة
2025-04-16

ترجمة

 

في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع، بات من الضروري أن تواكب أدوات التبادل النقدي هذا التغير. من هنا ظهرت العملة البلاستيكية كبديل حديث للعملات الورقية التقليدية، مقدّمة مزايا متعددة تتعلّق بالمتانة والأمان وحماية البيئة. فما هي هذه العملات؟ ولماذا تتجه دولٌ عديدة إلى اعتمادها؟

 


ما هي العملة البلاستيكية؟

العملة البلاستيكية، وتُعرف علمياً باسم العملات المصنوعة من البوليمر، هي أوراق نقدية تُصنَع من مادة بلاستيكية صناعية تُدعى "البولي بروبيلين" (Polypropylene). وتتميز هذه المادة بالمرونة والقدرة على مقاومة الماء والتلف، مما يمنح العملة عمراً أطول مقارنة بالورق التقليدي المصنوع من القطن أو مزيج الألياف.

 


تاريخ العملة البلاستيكية

ظهرت أول عملة بلاستيكية في أستراليا عام 1988، ثم تبعتها دول مثل كندا، المملكة المتحدة، نيوزيلندا، ماليزيا، ونيجيريا. ومع مرور الوقت، بدأت العديد من الدول العربية تتجه إلى هذه التقنية، ومنها مصر التي أصدرت أوراقاً نقدية بلاستيكية من فئة العشرة جنيهات مؤخراً.

 


مزايا العملات البلاستيكية

1. طول العمر الافتراضي

العملة البلاستيكية تدوم لفترة تصل إلى ثلاثة إلى خمسة أضعاف عمر العملة الورقية. وهذا يقلل من تكلفة الطباعة والاستبدال على المدى الطويل.

2. مقاومة الماء والتمزق

لا تتأثر بسهولة بالسوائل أو العوامل البيئية، مما يجعلها مناسبة للاستخدام في الظروف القاسية.

3. صديقة للبيئة

رغم أنها مصنوعة من مادة بلاستيكية، إلا أن عمرها الطويل وإمكانية إعادة تدويرها يجعلها أقل ضرراً على البيئة مقارنة بالورق الذي يحتاج إلى استهلاك كميات كبيرة من الماء والطاقة والطباعة المتكررة.

4. أكثر أماناً من التزوير

يتيح البلاستيك إدخال تقنيات أمنية متقدمة مثل النوافذ الشفافة، والأحبار المتغيرة، والعناصر ثلاثية الأبعاد، مما يجعل تزويرها أكثر صعوبة.

 


التحديات والانتقادات

1. الكلفة الابتدائية

تكلفة إنتاج العملة البلاستيكية أعلى من نظيرتها الورقية، لكن هذه التكلفة تُعوض مع مرور الوقت بسبب عمرها الأطول.

2. القلق البيئي المرتبط بالبلاستيك

رغم أنها قابلة لإعادة التدوير، إلا أن استخدامها قد يثير تساؤلات في ظل الحملة العالمية للحد من استخدام المواد البلاستيكية.

3. تغيّر ثقافي في تقبّل العملة

بعض المستخدمين قد لا يفضلون ملمس العملة البلاستيكية، كما أن التعامل معها يختلف قليلاً من حيث الطي والحمل والتخزين.

 


التجربة العربية

تشهد المنطقة العربية بداية تبني العملة البلاستيكية بشكل تدريجي، وخاصةً في دول الخليج ومصر. وقد بدأت بعض البنوك المركزية في إدراج هذه العملات ضمن خطط التطوير المستقبلي لمنظوماتها النقدية، بما يتماشى مع التوجه نحو التحول الرقمي وتحسين جودة التعاملات النقدية.

 


مستقبل العملة البلاستيكية

مع تزايد الاهتمام بالابتكار وتقنيات الأمان، يُتوقّع أن تصبح العملات البلاستيكية هي السائدة خلال العقود القادمة. وقد تمهّد هذه الخطوة أيضاً إلى تقبّل المجتمعات لفكرة الانتقال إلى النقود الرقمية، التي تُعد امتداداً طبيعياً لهذا التطور.

 


خاتمة

العملة البلاستيكية ليست مجرد تغيير في شكل النقود، بل تمثل تحولاً استراتيجياً في كيفية إدارة النقد وتداوله. وبينما تتسابق الدول لاعتمادها، يبقى التوازن بين الأمان، والفعالية، والبيئة هو المفتاح الرئيسي لتبنّي هذه التقنية النقدية الحديثة.

 

   
   
2025-04-16  


لا يوجد تعليقات
الاسم:
البريد الالكتروني:
التعليق:
500حرف