في ظل التصعيد الأميركي المتواصل ضد قطاع التكنولوجيا في الصين، أعلنت شركة هواوي عن إطلاق أقوى شرائحها للذكاء الاصطناعي حتى الآن، Ascend 920، في خطوة قد تعيد رسم توازن القوى في سوق المعالجات المتقدمة، خصوصاً مع تراجع نفوذ "إنفيديا" نتيجة القيود الأميركية على تصدير الرقائق المتطورة.

الإعلان عن الشريحة الجديدة جاء في توقيت بالغ الأهمية، إذ تزامن مع تشديد واشنطن إجراءاتها ضد الشركات الصينية، الأمر الذي دفع مؤسسات التقنية الكبرى في الصين إلى تسريع تطوير البدائل المحلية لمواصلة مسيرة الابتكار والاكتفاء الذاتي.
 

ويأتي دخول "هواوي" بهذه القوة إلى ساحة الذكاء الاصطناعي ليهدد حصة "إنفيديا" في السوق الصينية، التي لطالما كانت أحد أهم مصادر دخلها. وتشير تقارير متخصصة، أبرزها من موقع "gizmochina"، إلى أن التأثير المحتمل قد يُكلّف "إنفيديا" خسائر بمليارات الدولارات.

تعتمد شريحة Ascend 920 على تقنية تصنيع متقدمة بدقة 6 نانومتر من شركة SMIC، وتُقدِّم قدرة حوسبة مذهلة تصل إلى 900 تيرافلوب من أداء BF16، فضلاً عن نطاق ترددي ضخم للذاكرة يبلغ 4000 غيغابايت/ثانية. كما تدعم الشريحة تقنيات HBM3 وPCIe 5.0، مما يعزز من قدراتها على تدريب النماذج الذكية واسعة النطاق، بما في ذلك النماذج اللغوية الضخمة.
 

هذه المواصفات تضع المعالج الجديد في موقع تنافسي مباشر مع شريحة H20 من "إنفيديا"، التي كانت حتى وقت قريب الخيار الأول للشركات التقنية العملاقة في الصين، مثل "Tencent" و"ByteDance". لكن مع تعمّق الفجوة بين السوق الصينية والمنتجات الأميركية، يبدو أن الفرصة أصبحت مواتية لهواوي لتصبح المزود الأساسي لحلول الذكاء الاصطناعي محلياً.

التقديرات الأولية تشير إلى أن Ascend 920 قد يحقق كفاءة في التدريب أعلى بنسبة تتراوح بين 30% و40% مقارنةً بمعالج Nvidia H100 الشهير. ويُذكر أن الجيل السابق، Ascend 910C، لم يكن يحقق سوى نحو 60% من أداء H100، مما يعكس حجم القفزة التي حققتها هواوي في هذا الجيل.
 

ومن المرتقب أن يبدأ الإنتاج الضخم للشريحة الجديدة خلال العام الجاري، مما ينذر بمنافسة شرسة بين العملاقين هواوي وإنفيديا. إلا أن هذه المرة، ستكون المنافسة على أرضٍ تخلو من اللاعبين الأميركيين، على الأقل داخل السوق الصينية.