يُخطئ كثير من الناس حين يظنون أن الليمون الأصفر والليمون الأخضر (Lime) نوع واحد في مرحلتين مختلفتين من النضج، بينما في الحقيقة هما نوعان متمايزان من الحمضيات، لكل منهما خصائصه النباتية والغذائية والنكهية الفريدة.
الأصل والنوع النباتي
ينتمي الليمون الأصفر المعروف علمياً باسم Citrus limon إلى فصيلة الحمضيات التي تضم البرتقال والجريب فروت، ويُعتقد أنه ناتج عن تهجين قديم بين الأترج (السِّتْرُون) والبرتقال المر.
أما الليمون الأخضر (Citrus aurantiifolia أو Citrus latifolia) فهو نوع آخر، يُزرع غالباً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل المكسيك وجنوب شرق آسيا، ويُعرف في العربية أحياناً باسم “الليم” أو “الليم الحامض”.
الشكل والطعم
يتميّز الليمون الأصفر بقشرته السميكة نسبياً ولونه الذهبي المائل إلى البرتقالي عند النضج الكامل، كما أن طعمه حامض واضح لكنه معتدل، وله رائحة عطرية منعشة.
في المقابل، يكون الليمون الأخضر أصغر حجماً، ذو قشرة رقيقة ناعمة، ونكهة أكثر حدّة وحموضة أقوى، مع رائحة تميل إلى العُشب الطازج. لذلك يُستخدم غالباً في المأكولات والمشروبات التي تتطلب طعماً حاداً ومنعشاً.
القيمة الغذائية
كلا النوعين غنيّان بفيتامين (ج) ومضادات الأكسدة، لكن تركيز الفيتامين في الليمون الأخضر غالباً أعلى بقليل، بينما يحتوي الليمون الأصفر على نسبة أكبر من حمض الستريك الذي يمنحه طعمه اللاذع المميز.
كما يضمّ كلاهما عناصر مهمة مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والفلافونويدات المفيدة للمناعة وصحة البشرة والأوعية الدموية.
الاستخدامات
يُستخدم الليمون الأصفر بكثرة في الطهي الغربي لتحضير الصلصات والحلويات والمخبوزات والمربيات، بينما يُفضَّل الليمون الأخضر في المأكولات الآسيوية والمكسيكية والمشروبات الباردة.
وفي الطب الشعبي، يُعتبر الليمون الأخضر أكثر فاعلية في مقاومة الغثيان وتنشيط الكبد، في حين يُستخدم الليمون الأصفر لتخفيف التهابات الحلق وتعطير الفم.
خلاصة
رغم التشابه بينهما في الشكل والانتماء، فإن الفرق بين الليمون الأصفر والليمون الأخضر يتجاوز اللون إلى اختلاف في التركيب والنكهة والمناخ والوظيفة الغذائية.
كلاهما هبة طبيعية غنية بالفوائد، واختيار أحدهما يعتمد على المذاق المطلوب والاستخدام المقصود — فالأصفر ألين طعماً وأعطر، بينما الأخضر أشدّ حموضة وأقوى تأثيراً في النكهة.