مقارنة علمية حول الأخطار الصحية الخفية بين السجائر والأرجيلة
2025-11-30

ترجمة

 

لا يزال الجدل دائراً بين الكثيرين حول ما إذا كانت الأرجيلة أقل ضرراً من السجائر، أو ما إذا كان يمكن اعتبارها خياراً «أخف» بسبب نكهتها أو طريقة استخدامها. إلا أنّ الأدلة العلمية المتراكمة تشير بوضوح إلى أنّ كلا الشكلين من التدخين يحملان أخطاراً صحية جسيمة، وأنّ الشعور الزائف بالأمان تجاه الأرجيلة تحديداً يشكّل أحد أخطر الأوهام المنتشرة في المجتمعات العربية.

 


أولاً: اختلاف في الشكل.. لا في الضرر

تختلف طريقة استهلاك السجائر عن الأرجيلة: فالسجائر تعتمد على احتراق التبغ مباشرة، بينما تُسخَّن الأرجيلة بواسطة الفحم الذي يطلق بدوره مواد كيميائية سامة. ورغم هذا الاختلاف الشكلي، فإن النتيجة النهائية واحدة: دخول خليط كثيف من المواد المسرطنة والغازات الضارة إلى الرئتين ثم إلى الدم.

 


ثانياً: حجم الدخان المستنشَق

أحدى الفروق الجوهرية بين السجائر والأرجيلة هو كمية الدخان التي تصل إلى الجسم:

  • تحتوي السيجارة الواحدة على 6–8 نفثات.

  • بينما قد تصل جلسة الأرجيلة الواحدة إلى 100–200 نفثة، وتمتد غالباً لساعة كاملة أو أكثر.

هذا يعني أنّ جلسة واحدة من الأرجيلة قد تعادل تدخين عشرات السجائر من حيث كمية الدخان المستنشَق، حتى لو لم يشعر المدخن بذلك.

 


ثالثاً: أخطار الفحم والمواد المضافة

يحمل تبغ الأرجيلة (المعسّل) خليطاً من النكهات والمحلّيات والمواد الكيميائية المعقّدة، والتي تزيد من التهيج والتأثيرات السامة. أمّا الفحم المستخدم للتسخين فيضيف طبقة إضافية من الخطورة، إذ ينتج كميات أكبر من أول أكسيد الكربون والمعادن الثقيلة التي ترتبط بأمراض القلب والرئة.

 


رابعاً: الإدمان لا يستثني أحداً

يرتبط كلا الشكلين من التدخين بمادة النيكوتين المسؤولة عن الإدمان. ورغم الاعتقاد الخاطئ بأن الأرجيلة «أقل إدماناً»، إلا أن الدراسات تشير إلى أنّ العديد من مستخدميها يصلون إلى مستويات مماثلة من الاعتمادية، خاصةً مع تكرار الجلسات وطول مدتها.

 


خامساً: التأثيرات الصحية بعيدة المدى

كلاهما يرتبطان بمجموعة واسعة من المشكلات الخطيرة:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية

  • السرطانات المختلفة، خاصة الرئة والفم

  • داء الانسداد الرئوي المزمن

  • ضعف المناعة

  • التهابات اللثة وتسوس الأسنان

كما تضيف الأرجيلة فرصاً أكبر لانتقال العدوى بسبب مشاركة ليّ الشيشة بين الأشخاص.

 


خلاصة القول

توجد فروق تقنية بين السجائر والأرجيلة، لكن الفروق في الضرر ليست في صالح أيٍّ منهما. فكمية الدخان في الأرجيلة، وسموم الفحم، والمواد المضافة في المعسّل تجعلها في كثير من الأحيان أشد ضرراً من سيجارة واحدة. ومن منظور صحي علمي، لا يمكن اعتبار أيٍّ منهما خياراً «أخف» أو «أقل خطورة».

   
   
2025-11-30  
الوسوم: تبغ - تدخين


لا يوجد تعليقات
الاسم:
البريد الالكتروني:
التعليق:
500حرف