تشهد العديد من دول العالم الآن موجة إنفلونزا قوية يهيمن عليها فيروس H3N2، وهو سلالة من فيروس الإنفلونزا A تنتشر بسرعة وتسبب زيادة واضحة في عدد الإصابات مقارنة بالأعوام الماضية. انتشار هذا الفيروس بدأ مبكراً في الموسم وتجاوز المتوقع، وأدى إلى ضغط على الخدمات الصحية في أوروبا وأميركا وأماكن أخرى.
وأفاد المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بتسجيل 4.6 مليون حالة إنفلونزا حتى الآن، مشيرا إلى وفاة 1,900 حالة بسبب الإنفلونزا حتى 13 ديسمبر 2025 الجاري.
الأعراض
تظهر الأعراض عادة خلال يومين بعد التعرض للفيروس، ولا تختلف كثيراً عن الإنفلونزا الموسمية التقليدية، لكنها قد تكون أشد وطأة لدى بعض الأشخاص، خاصة كبار السن والمرضى المزمنين. إلى جانب الأعراض التي قد تكون شديدة، يكمن القلق في زيادة خطر الدخول إلى المستشفيات، وإذا تركت دون علاج يمكن أن تؤدي السلالة الجديدة إلى مضاعفات خطيرة مثل التهابات الأذن، والجيوب الأنفية، والتهابات الشعب الهوائية، والتهاب الرئوي، وحتى الوفاة.
الأعراض تشمل:
1- ارتفاع درجة الحرارة مفاجئاً غالباً.
2- سعال جاف شديد يمكن أن يستمر أسابيع.
3- التهاب الحلق واحتقان الأنف.
4- آلام العضلات، الصداع، التعب الشديد.
5- قد يعاني البعض من إرهاق عام شديد.
التشخيص
يعتمد التشخيص على الجمع بين الأعراض السريرية والفحص المختبري لعينة من مخاط الأنف والحلق، حيث يتم التأكد من وجود فيروس الإنفلونزا وتحديد نوع السلالة. الفحص المختبري مهم خصوصاً للتمييز بين الإنفلونزا وأنواع أخرى من العدوى التنفسية.
العلاج
1- أغلب الحالات تتعافى تلقائياً في 5–7 أيام دون مضاعفات خطيرة.
2- العلاج الداعم يشمل الراحة، شرب السوائل، استخدام خافضات الحرارة ومسكنات الألم عند الحاجة.
3- يمكن وصف الأدوية المضادة للفيروسات (مثل أوسيلتاميفير) إذا بدأ العلاج خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض لتقليل مدة المرض وشدته.
4- المضادات الحيوية لا تُستخدم إلا إذا ظهرت عدوى بكتيرية ثانوية.
نسبة الانتشار وتأثيرها
1- يمثل فيروس H3N2 نسبة كبيرة جداً من حالات الإنفلونزا في الموسم الحالي، ووصل في بعض المناطق إلى حوالي 90% من الحالات المؤكدة.
2- بدأت الموجة أبكر من المعتاد، مع ارتفاع ملحوظ في دخول المستشفيات، خصوصاً بين كبار السن، ما يعكس قوة الانتشار وتأثيره على النظم الصحية.
3- رغم الانتشار الواسع، ليست السلالة أكثر فتكاً بطبيعتها من الإنفلونزا التقليدية، لكن كثافة الإصابات تزيد من العبء العام على الخدمات الطبية.
الوقاية
الوقاية الأكثر فاعلية تشمل:
1- التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا، الذي يقلل فرص الإصابة الشديدة والمضاعفات.
2- التباعد عند المرض، غسل اليدين، واستخدام الكمامات عند وجود أعراض.