مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



مرحلة «ما قبل السكري».. ومخاطرها
2016-06-07

ترجمة

تعريف حالة ما قبل السكري (Pre Diabetes)
يُشير مصطلح ما قبل السكري أو مُقدمة السكري إلى وجود مستويات مرتفعة من السكر في الدم أعلى من الطبيعي، ولكن ليست مرتفعة بما يكفي لجعلنا نقول إن الشخص مصاب بمرض السكري من النوع الثاني، لذلك فإن مرحلة ما قبل أو مقدمة السكري تعتبر بمثابة تحذير أن لديك الاستعداد للإصابة وأنك عرضة لخطر تطور الحالة، كما أن لهذا الأمر آثاراً صحية أخرى مثل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل الجلطات القلبية والسكتات الدماغية.


أهمية مرحلة ما قبل السكري
70% من هؤلاء الأشخاص ستتطور الحالة إلى الداء السكري من النوع الثاني خلال 10 سنوات أو أقل, إذا لم يتم اتخاذ اجراءات وقائية.
في حال اتخاذ تدابير وقائية فإن 58% من هؤلاء الأشخاص لن تتطور الحالة لديهم إلى الداء السكري.

وسائل التشخيص
هناك 3 أنواع من الاختبارات التشخيصية التي تستخدم في تشخيص حالة ما قبل السكري وهي:

1) تحليل السكر في حالة الصيام:
وهو عبارة عن أخذ عينة من الدم بعد الامتناع عن الأكل والشرب لمدة 8 ساعات على الأقل لتحديد مستوى السكر في الدم، بحيث إذا كان معدل السكر في الدم ما بين ١٠٠ – ١٢٥ ملغ/دل فإن الشخص مصاب بحالة ما قبل السكري.

2) اختبار  تحليل تحمل الغلوكوز "GTT":
يُجرى هذا الاختبار في المختبر ولا يُعتمد على أجهزة التحليل المنزلي في عمل هذا الاختبار. يُطلب من المريض الصائم شرب محلول سكري جاهز يحتوي على 75غرام غلوكوز, وتُؤخذ قراءات للسكر قبل تناول هذا المحلول وبعده كل ساعة (لمدة تتراوح من ساعتين حتى ثلاث ساعات), إذا كان معدل السكر بالدم بعد ساعتين في المجال 140-199 ملغ/دل فإن الشخص مصاب بحالة ما قبل السكري.

تُفيد هذه القيم في هذا المجال أيضاً في متابعة الأشخاص بعد تناول وجبة الطعام كقيم معيارية.

3) اختبار السكر التراكمي "HbA1c": أو ما يُعرف أيضاً باسم الهيموغلوبين السكري (Glycosylated Hemoglobin) هو تحليل دم شائع يستخدم لتشخيص مرض السكر وأيضاً لمتابعة مدى أنتظام مستوى السكر لأنه يعكس مستوى الغلوكوز بالدم خلال 2-3 أشهر السابقة. إذا كانت النتيجة في المجال 5.7-6.4% فإن الشخص مصاب بحالة ما قبل السكري.

* هناك تحليل دقيق كذلك هو الفركتوزامين (Fructosamine) الذي يُشابه الاختبار التراكمى ولكنه يقيس السكر المرتبط ببروتينات الدم بدلاً من السكر المرتبط بالهيموغلوبين. السكر الموجود بالدم يرتبط ببروتينات الدم التي تدور فى الدم لمدة 2-3 أسابيع السابقة.

* يتطلب اثبات التشخيص اجراء تحليلين منفصلين للتأكيد.

 

يمكن تلخيص المعايير حسب الجدول التالي:

  المعدل الطبيعي حالة ما قبل السكري السكري
تحليل السكر في حالة الصيام 99-70 125-100 126 فأكثر
اختبار  تحليل تحمل الغلوكوز "GTT" (السكر بعد الطعام بساعتين) 139 فأقل 199-140 200 فأكثر
اختبار السكر التراكمي "Hb A1C" 5.6 فأقل 6.4-5.7 6.5 فأكثر



 

 أسباب مرحلة ما قبل السكري

ليس هناك سبب معين لحالة ما قبل السكري كما في النوع الثاني للسكري ولكن هناك مجموعة من العوامل المصاحبة بخطر الإصابة بذلك وهي:
• التاريخ العائلي للسكري.
• زيادة الوزن والسمنة (مؤشر كتلة الجسم BMI أكثر من 25).
• ارتفاع ضغط الدم (أكثر من 140/الانقباضي أو 90/الانبساطي ).
• ارتفاع مستوى الكولستيرول (أكثر من 200) والدهون الثلاثية (أكثر من 150) في الدم.
• الإصابة بسكر الحمل بالنسبة للمرأة.
• عدم ممارسة الرياضة وقلة الحركة.

أعراض هذه المرحلة
عادةً لا توجد أعراض لحالة ما قبل السكر وتوصي الجمعية الأمريكية للسكري بعمل تحليل لمستوى السكر في الدم لأي شخص عمره ٤٥ سنة أو أكثر، وخاصة الذين يعانون من السمنة أو لديهم تاريخ عائلي للسكر.

الإحتياطات الواجب إتخاذها في هذه المرحلة
1 ــ أول ما يجب الانتباه إليه هو الوزن: هل الوزن ملائم للطول والعمر؟ محاولة إنقاص الوزن بنسبة 5-10% هام جداً, والحفاظ على وزن صحي مثالي هو أول ما يجب التفكير فيه.

2ــ ممارسة الرياضة ولو فى أبسط صورها: توصي جمعية أطباء السكر الأمريكية بأن يبذل الإنسان جهداً بدنياً متوسط القوة مثل المشى، الهرولة، السباحة، ركوب الدراجات بما لا يقل عن 150 دقيقة اسبوعياً على فترات متقطعة 3 أو 4 مرات أسبوعياً كافية لأن تحافظ على ليونة العضلات وسلاستها, إلى جانب دعمها لعملية التخلص من الوزن الزائد وتنشيط الدورة الدموية أما الأهم فأثرها على تنظيم نسبة السكر بين الدم وخلايا الجسم وأنسجته.

3 ــ الاهتمام بتوازن الغذاء أمر يفوق أهمية الأدوية: يجب التركيز على المأكولات التي تحتوي على مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم، والذي يجب أن يبلغ أقل من 55، للمساعدة على منع التقلّبات في مستوى السكر في الدم وظهور مرض السكري. وما هو معلوم أن الخضار والحبوب الكاملة والفاكهة القليلة السكر ومنتجات الألبان، هي التي تحتوي على مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم.

صحيح أن الفاكهة غنية بالسكر، إلّا أن كل نوع يحتوي على نسب متفاوتة منه. وفيما يتعلّق بالأشخاص ما قبل السكري، بإمكانهم الحصول على حصصهم من الفاكهة شرط اختيار تلك التي تحتوي على أقل قدر ممكن من السكر، ونعني بذلك بشكل خاص التفاح والليمون والموز. وقد أشارت جمعية السكري الأميركية أنه كلما كانت الثمرة ناضجة، كلما أثّرت بشكل سلبي أكثر في مؤشر نسبة السكر في الدم. لذا، على الأشخاص في مرحلة ما قبل السكري اختيار الفاكهة الأقل نضجاً للمساعدة على التحكّم بمستوى غلوكوز الدم بشكل أفضل.
أما وفي ما يتعلّق بالخضار، فمن المهمّ اختيار تلك الخالية من النشويات التي تؤمّن الشعور بالشبع وتخفّض احتمال إصابتك بالسكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان. وهذه الأنواع من الخضار تشمل الخيار والبروكولي والقرنبيط والجزر والبندورة والخضار الورقية الخضراء والهليون والفطر والباذنجان والكوسا..

التعرف على المخبوزات والمعجنات المصنوعة من الحبوب الكاملة «الخبز الأسمر والمكرونة المصنوعة من القمح الكامل دون انتزاع قشوره» استبدال العصائر والمشروبات الغذائية بالماء الصافي.

الامتناع عن الأكل بين الوجبات, والنظر بجدية لضرورة الإقلاع عن التدخين. كلها تغييرات بسيطة فى العادات الغذائية لكنها حتماً تقود إلى تغيرات بالغة الأثر إيجابية النتيجة على صحة الإنسان في مرحلة حساسة كمرحلة ما قبل السكر.

ومن المعلوم أنّ الحليب واللبن يحتويان على مؤشّر منخفض لنسبة السكر في الدم. لكن، وللحد من الوحدات الحرارية التي تحصل عليها عند تناولك لهذه الأطعمة وتفادي اكتساب الوزن، اختر من الحليب واللبن ما يتمتع بنسبة دسم قليلة.

لا بد من الاشارة إلى أن اللحوم لا تحتوي على الكربوهيدرات ومؤشر نسبة السكر في الدم، لكنها في المقابل غنية بالدهون وتؤدي إلى اكتساب الوزن. لذا، تتمثّل أفضل طريقة باختيار اللحوم الخالية من الدهون التي بدورها تساعد على منع رفع معدل الكولسترول السيىء وبالتالي الوقاية من خطر الاصابة بأمراض القلب. وينصح خبراء التغذية الأشخاص في مرحلة ما قبل السكري بالتركيز على الدجاج المنزوع الجلدة والحبش والسمك وبياض البيض والتوفو والأجبان القليلة الدسم.

عقاقير مُساعدة لعلاج ما قبل السكري
تساعد بعض الأدوية على تراجع نسبة السكر فى الدم, والمعالجة في هذه المرحلة أمر وارد قد يلجأ إليها الطبيب  في تلك المرحلة خصوصاً لمن يترصدهم تاريخ عائلي وراثي للسكر. يظل عقار الميتفورمين (الغلوكوفاج "Glucophage") هو أهم العقارات المستخدمة وأكثرها أماناً فى الاستعمال على المدى الطول.



 

   
   
2022-10-16  
الوسوم: سكري
 
 8 عدد التعليقات    
ام كمال                                                                                                                            2016-06-16 02:13 PM
شكرا على المقاله

عبد الرحمن الساعدي                                                                                                                            2017-01-12 09:44 AM
مقال متميز وراءع

غريب العواد                                                                                                                            2017-10-12 01:54 PM
جزاكم الله خيراً على الموضوع والموقع المتميز.

ام علي                                                                                                                            2017-10-12 10:28 PM
هل هذا الدواء أمام أثناء الرضاعة الطبيعيه

مجلة العلوم والتكنولوجيا                                                                                                                            2017-10-21 11:15 PM
الأخت ام علي بالنسبة لسؤالك عن استخدام الميتفورمين (الغلوكوفاج) أثناء الرضاعة فهذا العلاج لا يُنصح باستخدامه أثناء فترة الرضاعة الطبيعية.

صالح المحسن                                                                                                                            2018-05-03 08:38 AM
شكرا على هذه المواضيع المفيدة

زهير ابو ليلى                                                                                                                            2020-05-11 01:59 PM
قست السكر بعد صيام 10 ساعات وطلع 139 عمري 61 سنة ولم اعاني سابقا من داء السكري... ما العمل؟ ارجو توجيهي وشكرا

مجلة العلوم والتكنولوجيا                                                                                                                            2020-05-15 11:42 PM
تحية عطرة أ/زهير أبو ليلى.. يُفضل إعادة التحليل مرة أُخرى، وأن يكون التحليل على صيام 9 ساعات لا أكثر، وأن يكون التحليل في مختبر بسحب الدم وألا يكون عبر جهاز قياس السكر المنزلي. ,يُفضل أن يُجرى تحليل السكر الصيامي مع تحليل السكر التراكمي لتقييم صحيح لوضعك الصحي. مع تمنياتنا لك بدوام الصحة والعافية.

 
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف