مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



هشاشة العظام
2017-04-23

ترجمة

هشاشة العظام "Osteoporosis" هو تعبير يُطلق على نقص غير طبيعي في كثافة العظام, وهو من الأمراض الصامتة الشائعة جداً حول العالم. تؤدي الإصابة بمرض هشاشة العظام إلى إضعاف العظام لتصبحَ هشةً إلى درجة أن مجرد القيام بأعمال بسيطة جداً تحتاج إلى أقل قدر من الضغط، كالانحناء إلى الأمام أو رفع مكنسة كهربائية أو حتى السعال، قد يُسببُ كسوراً في العظام.

العظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة, وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يَقلُ عدد المسامات ويكبر حجمها وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها، وبالتالي يمكن أن تتكسر بمنتهى السهولة.

أن العظم هو نسيج حيّ وهو مؤلف في معظمه من الكولاجين وهو البروتين الذي يشكل الهيكل اللين للعظم، ومن فوسفات الكالسيوم وهو مركّب معدني يمنح هذا الهيكل صلابته المعروفة.

تواصل عظامنا عملية ترميم دائمة تستمر مدى الحياة.حيث إن الجسم يبني نسيجاً عظمياً جديداً ويزيل النسيج العظمي القديم. وخلال الطفولة، تكون سرعة تكوين العظم أكثر من سرعة إزالته. ويكون العظم في أكثف وأقوى حالاته في عمر الثلاثين. وبعد ذلك يبدأ الجسم بإزالة النسيج العظمي القديم بسرعة أكبر من سرعة توليد النسيج العظمي الجديد.

العظام المُستهدفة

العظام الأكثر عرضة للكسر في المرضى المصابين بهشاشة العظام هي الفخذ والورك، والساعد- عادة فوق الرسغ مباشرة- والعمود الفقري. إن الكسور التي تصيب عظام فقرات العمود الفقري قد تجعل الأشخاص المصابين بهشاشة العظام ينقصون في الطول، وقد تصبح ظهورهم منحنية بشدة ومحدبة.

وهشاشة العظام تنشأ عادة على مدى عدة سنوات، إذ تصبح العظام تدريجياً أكثر رقة وأكثر هشاشة.

أعراض هشاشة العظام
تتّسم المراحل المبكرة من ضعف الكتلة العظمية (Bone mass)، بأنها تخلو عادةً من الآلام أو أية أعراض أخرى. لكن منذ لحظة ظهور ضعف أو ضمور في العظام من جراء الإصابة بمرض هشاشة العظام، قد تبدأ بعض أعراض هشاشة العظام بالظهور، من بينها:
    * آلام في الظهر، وقد تكون آلاماً حادة في حال حصول شرخ أو انهيار في الفقرات.
    * فقدان الوزن مع الوقت، مع انحناء القامة.
    * حدوث كسور في الفقرات، في مفاصل كفيّ اليدين، في حوض الفخذين أو في عظام أخرى.


عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام

1- الجنس: تبلغ نسبة الكسور الناجمة عن داء هشاشة العظام لدى السيدات ضعفي نسبتها لدى الرجال. ويعود سبب ذلك إلى أن السيدات يبدأن حياتهن بمستويات أقل من الكتلة العظمية, كما يؤدي الهبوط المفاجئ في مستويات الأستروجين في سن انقطاع الطمث إلى زيادة فقدان الكتلة العظمية. بينما يكون الرجال الذين يعانون من تدني مستويات هرمون التستوستيرون (Testosterone)، أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض هشاشة العظام من غيرهم من الرجال. أضف إلى ذلك أن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 75 سنة يعتبرون من أكثر المجموعات المعرضة لخطر الإصابة بمرض هشاشة العظام.

2-السنّ: كلما ازداد عمر الإنسان ازداد معه احتمال الإصابة بمرض هشاشة العظام، إذ تضعف العظام مع زيادة العمر.

3- التاريخ العائلي: يعتبر مرض هشاشة العظام من الأمراض الوراثية. أي إذا كان أحد الوالدين أو الإخوة في العائلة مصاباً بمرض هشاشة العظام، فإن ذلك يزيد من احتمال إصابة الشخص به، وخاصة إذا كان التاريخ المرضي للعائلة يشمل حالات من كسور العظام.

3- بنية الهيكل العظمي (Skeleton): يزيد احتمال الإصابة بداء هشاشة العظام لدى الرجال والسيدات ذوي بنية الجسم الدقيقة أو صغار الحجم بشكل خاص، وذلك لأن الكتلة العظمية في أجسامهم بالأصل صغيرة.

4- استهلاك التبغ: ليس من الواضح بعد الدور الذي يلعبه التبغ في نشوء هشاشة العظام، إلا أن الباحثين يُجمعون على أن التبغ يؤدي إلى إضعاف العظام.

5- اضطرابات الأكل: يعتبر الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، كاضطراب فقد الشهية العُصابي (القَهَم العصابي - Anorexia nervosa) أو اضطراب النُّهام العُصابي (Bulimia nervosa)، ضمن المجموعة المعرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام، وذلك نظراً لضمور الكتلة العظمية في منطقة أسفل الظهر والحوض.

6- الأدوية من مجموعة الكورتيكوستيرويدات: يسبب تناول هذه الأدوية لفترات زمنية طويلة، كتناول بريدنيزون (Prednisone) أو كورتيزون (Cortisone)، ضرراً للأنسجة العظمية.

7- هرمون الغدة الدرقية: قد تؤدي الكمية الزائدة من الهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية (Thyroid) أيضاً إلى فقدان الكتلة العظمية. إذ قد تحدث حالات يتم فيها إفراز هذا الهرمون بإفراط عندما يكون الشخص مصاباً بفرط الدرقية (Hypertheroidism) أو نتيجة لتلقي علاجات تحتوي على الهرمون الذي تفرزه هذه الغدة لمعالجة حالات قُصُور الدَّرَقِيَّة (Hypothyroidism).

8- أدوية أخرى: خاصة دواء هيبارين (Heparin) المميع للدم واستعماله لفترة طويلة ومتواصلة، أو دواء ميثوتريكسيت (Methotrexate) المضاد للأورام لمعالجة الأورام، أو بعض الأدوية لمعالجة نوبات الاختلاج (Convulsion)، أو العديد من الأدوية المدرة للبول والأدوية المضادة للحموضة (Anti - acide) التي تحتوي على الألومينيوم (Aluminium). إذ أن تناول هذه الأدوية لفترات طويلة ومتواصلة قد يسبب ضمور الكتلة العظمية.

9- سرطان الثدي (Breast cancer): بعد انقطاع الطمث، تعتبر النساء المصابات بسرطان الثدي في مجموعة الخطر، إذ يزداد احتمال الإصابة بمرض هشاشة العظام، وخاصة عند تلقيهن العلاجات الكيميائية (Chemotherapy) أو مُحصرات إنزيم الأروماتاز (Aromatase)، التي تعمل على كبت الأستروجين. ولا ينطبق هذا على النساء اللواتي يعالَجن بدواء تاموكسيفين (Tamoxifen)، المضاد للأستروجين والمستعمل في معالجة سرطان الثدي، إذ أنه يقلل من خطر الإصابة بكسور في العظام.

10- نقص استهلاك الكالسيوم: يعتبر نقص استهلاك الكالسيوم، الذي يستمر طوال العمر، من العوامل الرئيسية التي تساهم في نشوء هشاشة العظام. وذلك لأن نقص استهلاك الكالسيوم يؤدي إلى تدني كثافة العظام وفقدان الكتلة العظمية في سن صغيرة نسبياً، وزيادة خطر الإصابة بالكسور.

11- أسلوب حياة خالي من النشاط البدني: تتحدد صحة العظام ابتداءً من مرحلة الطفولة. فالأطفال كثيرو النشاط البدني والذين يستهلكون كميات كافية من الأطعمة الغنية بالكالسيوم، هم ذوو كثافة العظام الأعلى. ورغم أن النشاط الجسدي الذي يتضمن رفع الأثقال يشكل عاملاً إيجابياً في تعزيز صحة العظام وقوّتها، إلا أن النشاط الجسدي الذي يشتمل على القفز قد يساهم أكثر من رفع الأثقال في تدعيم صحة العظام. للنشاط البدني على امتداد العمر أهمية كبيرة، إذ بالإمكان زيادة الكتلة العظمية في الجسم بواسطة النشاط البدني في كل المراحل العمرية.

12- فرط استهلاك المشروبات الغازية: لم تتضح بعد العلاقة بينهما إلّا أن المعروف أن الكافيين قد يؤدي إلى اضطراب في امتصاص الكالسيوم، بالإضافة إلى أن تأثيراته المدرّة للبول قد تساهم في زيادة فقدان الجسم للمعادن. وإضافة إلى ذلك، فإن حمض الفُسفوريك (Phosphoric acid)، الذي يحتوي عليه مشروب الصودا قد يساهم في فقدان الكتلة العظمية عبر تغيير توازن حمضية الدم.

13- الكُحوليّة (Alcoholism): يشكّل الإدمان على المشروبات الكحولية واحداً من أهم عوامل الإصابة بتخلخل العظام خطورةً لدى الرجال. وذلك لأن استهلاك الكحوليات بإفراط يقلل من إنتاج الأنسجة العظمية ويسبب خللاً في قدرة العظام على امتصاص الكالسيوم.

14- الاكتئاب (Depression): تظهر لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب الحاد مستويات مرتفعة جداً من فَقد الكتلة العظمية.

تشخيص هشاشة العظام
1- فحص كثافة العظام (Dual energy X - ray absorptiometry - DEXA):
تعد طريقة تصوير كثافة العظام بتقنية DEXA (قياس امتصاص العظم بواسطة الأشعة السينية المزدوجة) طريقة التصوير الأفضل. هذا الإجراء سهل وسريع ويعطي نتائج عالية الدقة. يتم في هذا الفحص قياس كثافة العظام في العمود الفقري وعظمة الحوض ومفصل كف اليد، والتي هي أكثر المناطق اعرضة في الجسم للإصابة بمرض هشاشة العظام. كما يستخدم هذا الفحص لرصد ومتابعة التغيرات التي تحصل في هذه العظام مع مرور الوقت.

2- بالإضافة إلى ذلك، ثمة فحوص أخرى يمكن بواسطتها قياس كثافة العظام، بدقة متناهية ومنها:
    * التصوير فائق الصوت/ ألتراساوند (Ultrasound).
    * التصوير المقطعي المحوسب (CT).

علاج هشاشة العظام

* تملك مُكَمِّلات الكالسيوم نفس فعالية الأطعمة الغنية بالكالسيوم. وهي رخيصة الثمن ويتحملها الجسم بسهولة. لكنها تسب أحياناً إمساكاً عند البعض. لكن الإكثار من شرب الماء وتناول الأغذية الغنية بالألياف، مثل الخضار والفواكه، يمكن أن يساعد على تجنّب الإمساك.

* الاستيروجينات النباتية (الفيتواستروجين) "phytoestrogens": هناك اهتمام كبير في الرأي العام بالاستروجينات الطبيعة خصوصاً الفيتواستيروجين المأخوذة من النباتات هذه المركبات التي تملك فعالية مشابهة للاستروجين وقد أظهرت قدرةً على تخفيف الهبات الحارة بعد سن اليأس "Hotflashes" وربما تُحسن من كثافة العظم.

إن الأطعمة الحاوية على فول الصويا الكامل كفول الصويا أو طحين الصويا أو حليب الصويا, أو جبنة التوفو "Tofu", والتيمبي "Tempeh" هي المصادر المفضلة للاستيروجينات النباتية, ويجب على النساء مراجعة الأطباء قبل أخذ أي علاج عشبي ونظراً لأن الاستروجينات النباتية تؤثر على نفس المستقبلات التي يؤثر عليها الاستيروجين فمن المحتمل أن تتسبب بنفس المخاطر كالاستيروجينات المستخدمة في العلاج المعوض للهرمونات.

* الكالسيتونين "Calcitonin" الذي يصفه الطبيب غالباً على شكل رذاذ عن طريق الأنف.

* أدوية أخرى تبطئ عملية خسارة العظام. بعضها من عائلة البيفوسفونات "Bisphosphonate"، ومنها أليندرونات "Alendronate"، ومركب ريزيدرونات "Risedronate". فهي تزيد من كثافة العظم وتقلل من خطر الكسور. ولكن لها آثاراً جانبية من أكثرها إزعاجاً الإحساس بحرقة شديدة في المعدة بسبب التهاب في الأنبوب الهضمي أو المري.

* رالوكسيفين "Raloxifene": وله تأثير على استقلاب العظم يشبه تأثير هرمون الإستروجين. لكن قد تكون له آثار جانبية سيئة وخطيرة مثل تشكل الخثرات الدموية في الطرفين السفليين.

* تيريباراتيد "Teriparatide": هو شَبيهٌ بِهُرمون الغُدَد المُجاوِرَة للغُدَّة الدرقيَّة (Parathyroid), يُعطى عن طريق الحقن ويؤخذ مرة في اليوم لمدة 21-24 شهراً. وهو هرمون طبيعي يساعد على بناء العظم. ويقرر الطبيب عادة الدواء أو مزيج الأدوية الأكثر ملاءمة لحالة كل مريض أو مريضة على حدة. وقد يكون من الضروري إجراء صور شعاعية متكررة لمتابعة مدى نجاح العلاج.

 


 

 

   
   
2018-10-23  
 
 لا يوجد تعليقات    
 
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف