هل تحلم بالابتعاد عن جميع من حولك؟ إذن عليك التفكير في المنطقة الأكثر بُعداً عن اليابسة بما تحمل من بشر، حيث بقعة مثالية لهذا الغرض وسط أمواج المحيط الهادئ، ويطلق عليها الخبراء “نقطة نيمو”، فما تلك المنطقة المثيرة للجدل؟
نقطة نيمو (Point Nemo)
ليس هناك شك ولو بنسبة 1% أن نقطة نيمو الشهيرة هي المكان الأبعد عن البشر على سطح كوكب الأرض، بل وصل الأمر بالباحثين وعلماء الجيولوجيا، أن أكدوا أن أقرب البشر من تلك المنطقة المنعزلة، هم الرواد في الفضاء الخارجي!
اكتشفت نقطة نيمو عام 1992، بواسطة مهندس كرواتي كندي، يدعى فرفاي لوكاتيلا، إذ توجد تلك المنطقة المعروفة بإسم "قطب المحيط الهادي الذي يتعذر الوصول إليه" (Pacific Pole of Inaccessibility) في وسط المحيط الهادئ، حيث تقع على مسافة أكثر من 1600كم بشكل متساوٍ من سواحل ثلاث جزر نائية, من الشمال جزيرة دوسي "Ducie" (إحدى جزر بيتكيرن)، وتقع موتو نوي "Motu Nui" (من سلسلة جزيرة القيامة) في الشمال الشرقي وجزيرة ماهير "Maher" (قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية) في الجنوب. ما يوضح مدى الانعزال الذي تقبع فيه نقطة نيمو عن العالم.
أما عن سر تسمية النقطة باسم نيمو، فيأتي تيمناً باسم بطل القصة الخيالية المعروفة (20 ألف فرسخ تحت الماء)، علاوةً على أن كلمة نيمو باللغة اللاتينية تعني “لا أحد”، وهو ما يصف أيضاً خلو المنطقة النائية من أي شخص، بل وربما أي كائن حي آخر، حيث تقع نقطة نيمو في بقعة مائية طاردة للعناصر الغذائية، ما يجعل منها موقعا سيئاً للكائنات الحية كافة.
المصدر: BBC