مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



لماذا نحلم؟
2019-02-10

ترجمة

يرى العديد من الخبراء أنه ينبغي ألا ننظر إلى الأحلام على أنها طفولية أو مجرد قصص سخيفة، فهي تمثل نافذة على ما يحدث في حياة الشخص.

كما أن إيلاء الاهتمام الكافي بالأحلام من شأنه مساعدة الشخص على فهم نفسه بشكل أفضل، وذلك بغض النظر عما إذا كان الحلم يتضمن سقوط أسنان الشخص أو حواراً مع أحد الأشخاص المتوفين.

وتحدث الأحلام أثناء مرحلة حركة العين السريعة من النوم، ويرى عالم الأعصاب الفنلندي آنتي ريفونسو "Antti Revonsuo" أن معظم المشاعر التي تخالجنا خلال الحلم تكون سلبية، وتشمل في معظمها الخوف والعجز والقلق، وهو ما يدعم المعتقد السائد بأن الأحلام تتيح لنا إمكانية التخلص من هذه المخاوف في بيئة يكون الخطر فيها منخفضاً.

ووفقا للدكتور ريفونسو، تمثل هذه المعضلة لغزاً كبيراً، لا سيما أن معظم أحلامنا تكتسي طابعاً سلبياً. لكن الأمر الإيجابي في هذه الأحلام يتمثل في كون التعامل مع المواقف الخطيرة أثناء النوم يساعدنا على معالجة مواقف مماثلة عندما يحين وقت مواجهتها في الحياة الواقعية.

وقد قامت تجربة علمية على حرمان الفئران من النوم خلال مرحلة حركة العين السريعة، ليتضح أنها واجهت مشاكل عند عبور المتاهات في وقت لاحق.

وحتى إذا ما فشل الشخص في تجاوز العقبات التي واجهها في الحلم، فسيستفيد من ميزة كون هذه العقبة مألوفة بالنسبة له عندما يواجهها في الحياة الواقعية.

وفي بعض الأحيان، لا تعكس الأحلام ما يواجهه الشخص في حياته اليومية، بيد أنها قد تشير إلى مشاكله بطريقة ما، إذ بإمكان كابوس يتضمن خوضنا اختباراً كتابياً في المدرسة أن يعكس بعض المشاكل التي نواجهها في العمل.

كما أن الدماغ قد يعمد أحياناً إلى تذكير الشخص ببعض الأوقات التي عانى خلالها نفسياً بسبب عدم قدرته على القيام بشيء يخشاه، مثل خشيته من خوض اختبار دون استعدادٍ كافٍ أو شيء من هذا القبيل، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى منح الشخص المزيد من الثقة لمساعدته على تجاوز المحن.

وفي العام 2014، قادت أخصائية الأمراض العصبية إيزابيل آرنولف "Isabelle Arnul" صاحبة كتاب "كيف نحلم؟" مجموعة من الباحثين في جامعة السوربون لإجراء بحث حول الأحلام التي تراود الطلاب الطامحين إلى أن يصبحوا أطباء، ليتضح أن نحو 75% من هؤلاء الطلاب البالغ عددهم 719 حلموا بخوضهم اختباراً مرة واحدة على الأقل خلال الفصل الدراسي، بينما تضمنت أحلام الطلاب عجزهم عن حل بعض المسائل أو عدم تمكنهم من الوصول إلى مركز الامتحان بعدما تاهوا في طريقهم إليه.

وتوصلت الدراسة الطبية إلى استنتاج مفاده أن الطلاب الذين يحلمون بالاختبار يقدمون أداءً أفضل في الحياة الحقيقية، حيث راودت الطلاب ذوي المراتب الخمس الأولى كوابيس تتعلق بمضي وقت الامتحان قبل تمكنهم من إتمامه وغيرها من الكوابيس المماثلة.

 

كما كشفت دراسة أُخرى حديثة أجريت في مختبر النوم التابع لجامعة سوانسي البريطانية "Swansea"، أن الأحلام تساعد الإنسان على معالجة الذكريات والمشاعر التي يجتازها في حالة اليقظة أثناء النهار، كما أن الحلم ينجم عن أهم التجارب الشعورية وأحدثها في حالة اليقظة.صورة قراءة كهربائية الدماغ

واعتمد البحث على عينة من 20 طالباً شاركوا بشكل تطوعي في التجربة، واستطاعوا أن يتذكروا بشكل كبير ما حلموا به أثناء نومهم، طيلة 10 أيام.

وسجل الطلبة كل ما اجتازوه من مواقف وما شعروا به ومدى حدة ما عاشوه تلك المدة، ثم ناموا بعد وضع قبعات لتخطيط الأمواج الكهربائية في الدماغ، وفقا لما نشر في مجلة "Social Cognitive and Affective Neuroscience".

وبعد مرور مدة 10 دقائق على نومهم، كان الباحثون يوقظون المشاركين باستمرار ويسألونهم عما حلموا به في دورة النوم هذه، فكانت النتيجة أن ثمة صلة وثيقة بين ما عاشوه في النهار وما حلموا به، فضلاً عن ارتباط كثافة الموجة الدماغية بقوة ما يواجهه المرء في حالة اليقظة.

 

المصدر: الجزيرة نت, سكاي نيوز

 

   
   
2019-02-10  
الوسوم: حلم
 
 لا يوجد تعليقات    
 
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف