لكل مقام مقال
2021-12-27

ترجمة

 

يُقال إن أول من قال الجملة الشهيرة "لكل مقامٍ مقال" هو الشاعر العباسي الكبير بشار بن برد.

فقد كان لبشار جارية تُدعى ربابة، وكانت تتقن فنون الطهي. ذات يوم، أعدّت له طعاماً شهياً، فأراد أن يُثني عليها بطريقته الخاصة، فأنشد:

ربابة ربة البيت
تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات
و ديك حسن الصوت

غير أن بعض الحاضرين من جلسائه استنكروا عليه هذا النظم، وقال له أحدهم: أمثلك، أيها الشاعر الفحل، يقول مثل هذا الشعر؟! فهو لا يليق بمقامه كشاعر كبير.

لكن بشار، الذي كان يدرك جيداً أن الشعر يتكيف مع المواقف والمخاطَبين، ردّ قائلاً:
"هذا عند ربابة خيرٌ من قول امرئ القيس عندك!"

ثم استشهد بأحد أبيات امرئ القيس الشهيرة، والتي تُعدّ من قمم الشعر الجاهلي:

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ معاً
كجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عُلِ

وأردف موضحاً أن الشعر يجب أن يكون ملائماً لمقامه، قائلاً:
"هذا الشعر في مقامه أقوى.. ولكل مقامٍ مقال!"

وهكذا، رسّخ بشار بن برد هذه الحكمة التي أصبحت قاعدة في البلاغة والفكر، إذ أن الكلام يجب أن يُناسب المقام، فليس كل حديث يصلح لكل موقف، ولا كل أسلوب يلائم كل جمهور.

   
   
2025-04-03  


لا يوجد تعليقات
الاسم:
البريد الالكتروني:
التعليق:
500حرف