مع تقدم العمر تزداد الشكاوى من اضطرابات النوم، وعلى رأسها الأرق، الذي يؤرق حياة كثير من كبار السن ويؤثر سلباً على صحتهم العامة وجودة حياتهم. ورغم تعدد أسباب الأرق في هذه الفئة العمرية، إلا أنّ هناك عاملاً خفياً يغفل عنه الكثيرون: نقص فيتامين B12.
فيتامين B12، أو الكوبالامين، هو عنصر غذائي أساسي يساهم في تكوين خلايا الدم الحمراء، وصحة الجهاز العصبي، وإنتاج العديد من النواقل العصبية، من بينها السيروتونين والميلاتونين اللذان ينظمان المزاج ودورات النوم والاستيقاظ.
مع الشيخوخة، يطرأ ضعف تدريجي في إفراز حمض المعدة الضروري لتحرير فيتامين B12 من البروتينات المرتبطة به في الطعام. كما قد يعاني بعض كبار السن من ضمور مزمن في الغشاء المبطن للمعدة أو التهاب معدي مزمن، مما يُضعف الامتصاص. وقد تتفاقم هذه المشكلة مع استخدام أدوية شائعة مثل مثبطات مضخة البروتون (PPI) أو مضادات الحموضة لفترات طويلة.
يُعد فيتامين B12 عنصراً فاعلاً في إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية والنوم الليلي. عند نقص هذا الفيتامين، يحدث اضطراب في إفراز الميلاتونين، ما يؤدي إلى تقطع النوم أو صعوبة في الدخول في النوم من الأساس. كما أن نقص B12 قد يُسبب تقلبات مزاجية واكتئاباً خفيفاً، وهما عاملان إضافيان يؤديان إلى الأرق.
التعب المزمن وضعف التركيز.
تنميل أو وخز في الأطراف.
شحوب الجلد وضعف الشهية.
تراجع الذاكرة أو التشوش الذهني.
نعم يتم الكشف عن نقص B12 من خلال فحص دم بسيط عن طريق قياس مستوى الفيتامين بالدم، لكن ليس في كل الحالات تكون نتيجة التحليل حقيقية، قيمة فيتامين B12 في الدم قد تكون ضمن "الحدود المرجعية" (عادة بين 200–900 pg/mL تقريباً حسب المختبر)، ومع ذلك قد يعاني المريض فعلياً من نقص وظيفي في B12 لأن قيمة B12 في الدم لا تعكس بالضرورة الوظيفة الخلوية أو الفعالية الحيوية للفيتامين، فجزء كبير من B12 المرتبط بالبروتينات لا يكون نشطاً من الناحية البيولوجية. هنا يأتي دور تحاليل حمض الميثيل مالونيك (Methylmalonic acid - MMA) الذي ييرتفع في حالة عوز B12.
وفي حال ثبوت النقص، يُمكن تعويضه إما بمكملات فموية أو – في حالات ضعف الامتصاص – عبر الحقن العضلي بشكل شهري.
لكبار السن: لا تُهملوا اضطرابات النوم، فقد تكون مرتبطة بعنصر غذائي بسيط يمكن تصحيحه.
للممارسين الصحيين: عند تقييم الأرق لدى المسن، يُوصى بإدراج قياس B12 ضمن الفحوصات الروتينية.
لأفراد الأسرة: ساعدوا كبار السن على اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات، ولا تترددوا في استشارة الطبيب إذا ظهرت علامات نقص غذائي أو عصبي.
Powered By Dr.Marwan Mustafa