ومع ذلك فإن هذا النهج -المعروف باسم المكافحة البيولوجية- له تحدياته الخاصة فقد يؤدي إطلاق العديد من المفترسات الطبيعية إلى عدم استهداف الأنواع المقصودة دائماً، إلى جانب حقيقة أن بعض الآفات غازية وليست لها مفترسات أصلية، وقد يصل بها الحال لافتراس بعضها بعضاً في النهاية وهي — الدعسوقة الآسيوية (Harmonia axyridis) — التي أثارت جدلاً علمياً وبيئياً منذ ظهورها في بيئات خارج موطنها الأصلي.
الدعاسيق التقليدية أو المحلية، مثل:
الدعسوقة ذات السبع نقاط (Coccinella septempunctata): وهي الأكثر الانواع شيوعاً.
الدعسوقة ذات النقطتين (Adalia bipunctata)
الدعسوقة ذات الإحدى عشر نقطة (Coccinella undecimpunctata)
تُعد من الركائز البيئية في مكافحة الآفات، حيث تتغذى على حشرات المنّ والبيضات الصغيرة، وتُحافظ على توازن المنظومة الزراعية دون تدخل كيميائي.
وتتميّز هذه الأنواع بألوان جذابة ونقاط سوداء منتظمة، وغالباً ما تُشاهد منفردة أو بأعداد صغيرة، دون أن تتطفل على حياة الإنسان في المنازل.
في المقابل، ظهرت الدعسوقة الآسيوية -المستقدمة من شرق آسيا- في أوروبا وأمريكا وأفريقيا خلال العقود الأخيرة، لأغراض المكافحة البيولوجية.
ورغم فعاليتها، ظهرت لها سلوكيات مختلفة:
أكبر قليلاً من الدعاسيق المحلية.
ألوانها متباينة (من الأحمر إلى البرتقالي إلى الأسود) مع نقاط متفاوتة.
وجود علامة سوداء تُشبه حرف "M" أو "W" على الظهر خلف الرأس، تميّزها عن الأنواع الأخرى.
تدخل البيوت بأعداد كبيرة شتاءً.
تفرز سائلاً أصفر ذا رائحة كريهة عند انزعاجها.
تهاجم بيوض ويرقات الدعاسيق الأخرى، ما يُهدد التنوع البيولوجي.
تسبب لبعض الأشخاص حساسية جلدية أو تنفسية.
أثّرت سلباً على بعض الصناعات (مثل النبيذ في أوروبا) عندما تختلط بالعنب أثناء الحصاد.
أغلق الشقوق والنوافذ بإحكام.
نظّف الأماكن جيداً، وتجنّب سحقها لتفادي الروائح والبقع.
يمكن جمعها بلطف في وعاء وإطلاقها في الخارج بعيداً عن المنزل.
الدعاسيق تظل من أهم الحشرات الصديقة للإنسان والبيئة، لكنها -كأي كائن- تصبح مشكلة حين تُنقل خارج بيئتها الطبيعية. الدعسوقة الآسيوية مثال حيّ على كيف يمكن لنوع نافع أن يتحوّل إلى تهديد إذا لم تُراعَ الاعتبارات البيئية.
وفي زمن يشهد تغيّرات بيئية متسارعة، تبقى الحكمة في التدخل البشري بالنظام البيئي ضرورة قصوى.
Powered By Dr.Marwan Mustafa