مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



رحلة الذهاب إلى القمر
2017-04-08

ترجمة

المهمة أبولو 11 هي الأولى من نوعها التي قادت الإنسان إلى النزول على سطح القمر, كان ذلك في 20 تموز/يوليو 1969، بعد مهمتين سابقتين لأبولو 8 وأبولو 10 اقتربتا من القمر ودارتا في مدار حوله قبل العودة إلى الأرض. عاد رواد الفضاء إلى الأرض وأحضروا معهم نحو 21 كيلوجرام من صخور القمر وعينات من تربته لدراستها على الأرض.

خلفية السفر إلى الفضاء

خلال فترة "الحرب الباردة" هذه الفترة التي تصف حالة الصراع والتوتر والتنافس التي كانت توجد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم من الفترة في منتصف الاربعينيات حتى أوائل التسعينيات، خلال هذه الفترة، ظهر التحدي بين القوتين العظميين من خلال التحالفات العسكرية والدعاية وتطوير الأسلحة والتقدم الصناعي وتطوير التكنولوجيا والتسابق الفضائي. ولقد اشتركت القوتين في انفاق كبير على الدفاع العسكري والترسانات النووية وحروب غير مباشرة.

بدأ "سباق الفضاء" كجزء من الحرب الباردة، محوره التسابق على أخذ أكبر مساحة من الفضاء عن طريق الأقمار الصناعية ومركبات الفضاء المأهولة وغير المأهولة، كان الأمر إظهاراً للقدرة والتقنية لكلتا الدولتين في مجال غزو الفضاء. وبدأ هذا السباق عندما أطلق الاتحاد السوفييتي أول قمر اصطناعي في العالم وهو سبوتنك-1 في 4 أكتوبر 1957م، ثم أكد الاتحاد السوفييتي سبقه عندما أطلق قمره الاصطناعي الثاني سبوتنك-2 في 3 نوفمبر 1957م. وكان هذا الحدث غير المتوقع بمثابة محل فخر للسوفييت.صورة لونا-2

سبَّبَ ذلك القمر الصناعي ذُعراً كبيراً في الولايات المتحدة, وحرك نقاشاً سياسياً دفع لتشريع مبادرات عديدة وتشكيل وكالة الفضاء "ناسا".
بعد 4 شهور تقريباً من إطلاق أول قمر صناعي "سبوتنك-1"، أطلقت الولايات المتحدة قمرها الصناعي الأول "المستكشف-1" بعد عدة محاولات فاشلة.

كان السباق للوصول إلى سطح القمر أولاً مع الحصول على قدرات خاصة أحد أبرز مظاهر سباق الفضاء. قام الاتحاد السوفيتي بإجراء أول هبوط له على سطح القمر بمركبة غير مأهولة بالانسان في عام 1959 من خلال هبوط المركبة الفضائية "لونا 2"، وهو إنجاز تكرر في عام 1962 من قِبل الأمريكيين من خلال المركبة الفضائية "رينجر 4".

 

الإنسان في الفضاء
* في تاريخ 12 من أبريل/نيسان 1961 أصبح رائد الفضاء السوفيتي "يوري جاجارين" أول إنسان يطير في الفضاء, بعد سفره بالمركبة الفضائية "فوستيك 1".
* بعد 23 يوماً من إطلاق أول إنسان في الفضاء، قام رائد الفضاء الأمريكي "آلن شيبارد" بدوران فرعي لمدة 15 دقيقة في الفضاء.
* أصبح "جون جلين" أول أمريكي يدور حول الأرض في عام 1962.
* أطلق الاتحاد السوفيتي أول امرأة في الفضاء وهي "فالينتينا تيريشكوفا" في عام 1963.
* أجرى رائد الفضاء السوفيتي "ألكسي ليونوف" أول عملية مشي في الفضاء في عام 1965 التي كادت أن تنتهي الرحلة بكارثة حين أخفق ليونوف بالعودة تقريباً إلى الكبسولة.


رحلة الذهاب إلى القمر

انطلقت المهمة أبولو 11, وهي جزء من برنامج أبولو وهو المشروع الذي بدأ في عام 1961 بواسطة الرئيس الأمريكي السابق جون كنيدي, أنطلقت رحلة أبولو 11 يوم 16 يوليو 1969 في تمام الساعة 13:32 من مركز كنيدي للفضاء بفلوريدا على قمة الصاروخ ساتورن 5 ووصل الصاروخ خلال 12 دقيقة إلى مداره المحدد حول الأرض, وكان طاقمها مكون من:

* نيل أرمسترونج (القائد) "Neil Armstrong" وهو أول إنسان يمشي على سطح القمر.
* إدوين ألدرن "Edwin Aldrin", ويحمل الاسم بز ألدرن كذلك, وهو ربان المركبة القمرية "Module Lunar".
* مايكل كولينز وهو ربان المركبة الرئيسية.
* بالاضافة إلى فريق الاحتياط (بل أندرس, فريد هايس, جيم لوفل), وفريق الدعم (كين ماتينجلي, جاك سويغيرت, جون يونغ).

وبعد دورة ونصف دورة حول الأرض أُشعلت المرحلة الثالثة للصاروخ، ودام اشعالها 6 دقائق لكي تقود رواد الفضاء إلى القمر. بعد ذلك بوقت قصير تم توصيل مركبة الفضاء/وحدة الخدمة (Command Module/Service Module) بمركبة الهبوط على القمر Lunar Module المسماة إيجل (أي النسر).

استمرت رحلة الذهاب بدون أي مصاعب, ووصل الرواد بعد 3 أيام إلى القمر حيث قاموا بإجراء انعطاف حوله في تمام الساعة 17:22 بالتوقيت العالمي بواسطة الصاروخ الرئيسي لوحدة الخدمات Service Module في عملية كبح سرعة مركبة الفضاء فوق الوجه المختفي للقمر واتخذوا بذلك مداراً حوله.
 

الهبوط على القمر
بعد اتخاذ مركبة الفضاء المدار حول القمر انتقل رائد الفضاء ألدرن أولاً إلى مركبة الهبوط على القمر إيجل ولحقه أرمسترونج إليها بعد ذلك بساعة. وبعد فحص الأجهزة والقيام بفرد أرجل المركبة القمرية قاما بفصلها عن مركبة الفضاء والتي بقي فيها زميلهما مايكل كولينز والبدء بعملية الهبوط. عندئذ ظهرت صعوبة النزول في المكان المحدد على سطح القمر في منطقة بحر السكون Mare Tranquillitatis. فقد أدى انفصال المركبتان إلى ازاحة غير إرادية في المدار، نتج عنها أن الحاسوب الذي يقوم بعملية الهبوط آلياً قد قادهم إلى مكان يبعد 4.5 كيلومتر عن المكان المحدد.

بالإضافة إلى ذلك بدأ ضوء الطوارئ يضيئ وهم على ارتفاع 1.5 كيلومتر مما حيرهم ولم يستطيعا التركيز على البحث عن مكان مناسب للهبوط. وقد حدث ذلك عندما اختلطت إشارات رادار الهبوط بإشارات رادار اللحاق بالمركبة الفضائية التي تسبح في المدار فوقهم. واكتظ الحاسوب بالمعلومات على غير العادة وكاد أن يُنهي تلقائياً عملية الهبوط وأن يبدأ عملية العودة (الإنقاذ) واللحاق بمركبة الفضاء الرئيسية.

سأل أرمسترونج مركز المراقبة على الأرض عن حالتي الطوارئ رقم 1201 و1202 التي ينذر بها حاسوب المركبة القمرية، فقام المختصون على الأرض بدراستها بسرعة، ثم أكدوا لأرمسترونج أن حالتي الطوارئ هذه ليستا ذات أهمية ويمكن اهمالهما.

وعلى ذلك أمسك أرمسترونج قيادة المركبة القمرية بنفسه في الوقت الذي وصل ارتفاعة فوق سطح القمر 300 متر, ووجه المركبة مجتازاً أحد الفوهات والصخور إلى منطقة بدت مستوية ولم يبقى لديه سوي وقود لمدة 20 ثانية أخرى. واستمر أرمسترونج في الهبوط وفي نفس الوقت الرائد ألدرن يقرأ وينقل البيانات من على الحاسوب إلى أرمسترونج، إلى أن حدث تلامس أرجل الإيجل بسطح القمر وأضاءت لمبة التلامس في تمام الساعة 20:17:39 بالتوقيت العالمي يوم 20 يوليو. وقال قبطان المركبة القمرية ألدرن " ضوء التلامس يضيئ" وبعد ذلك بثلاثة أو أربعة ثوان قام أرمسترونج بقفل المحرك الصاروخي. وبذلك هبطت المركبة القمرية بهدوء على سطح القمر بسرعة قدرها 0.5 متر/ثانية.

وقداستغرقت عملية الهبوط الصعبة هذه وقتاً بحيث لم يبق سوى 20 ثانية قبل أن يلغي حاسوب المركبة القمرية عملية الهبوط تلقائيا ويبدأ الصعود من أجل حالة الطوارئ والعودة. وبعد الهبوط بدأ أرمسترونج وألدرن الاستعداد لتشغيل المحرك الصاروخي فوراً إذا تبين عدم ثبات المركبة على سطح القمر. وطبقاً للخطة فلديهم نحو دقيقة واحدة لمغادرة مكان الهبوط واللحاق بمركبة الفضاء التي يقودها كولينز وإلا تعثر اللحاق بها وقد ضاعت من تلك الدقيقة نحو 30 أو 40 ثانية بسبب تأخرهم أثناء الهبوط. فأصبح كل ما كان لديهم من وقت للرجوع الطارئ نحو 10 ثوان فقط.


على سطح القمر
في تمام الساعة 20:17:58 بالتوقيت العالمي من يوم 20 يوليو 1969 اتصل أرمسترونج بمركز قيادة رحلات الفضاء قائلاً: "هيوستن, معك القاعدة.. النسر هبطَ!" (Houston, Tranquility Base here. The Eagle has landed “).

صورة لمواقع هبوط رحلات أبولو المتعددة إلى القمر

صورة لمواقع هبوط رحلات أبولو المتعددة إلى القمر

اتهامات بالخدعة
يصر بعض الناس أن هبوط بعثات أبولو على القمر كانت خدعة ويستدلون على ذلك بـالأدلة التالية:

* رفرفة العلم الأمريكي: علمياً لا توجد رياح على سطح القمر.
* عدم وجود أي أثار للنجوم في السماء: فجميع الصور تظهر السماء كاحلة بدون أي أثار للنجوم أو لأي أجرام سماوية.
* مصدر الاضاءة المجهول: احدى الصور اظهرت أحد الرواد عند صعوده للمركبة وأظهرت انعاس بعض اجزاء جسمه وبعض المعدات. مما يوحي بأن الضوء المُستخدم هو ضوء استديوهات.
* وجود الظلال في اتجاهات مختلفة: وجود ظلال للأجسام في اتجاهات مختلفة في نفس اللحظة يوحي بوجود أكثر من مصدر للأضاءة وليس ضوء الشمس فقط.
* درجة حرارة القمر: تصل درجة حراراة القمر نهاراً إلى 123° و -153° ليلاً وهي تتطلب وجود تقينات عالية غير متوفرة في ذلك الوقت.
* فقر الامكانيات التكنولوجية: فالامكانيات التقنية الموجودة وقتها لا تسمح بالوصول إلى القمر بدليل عجز وكالة ناسا للفضاء عن تكرار الحدث بعد 40 عام.
* عدم تعرض الطاقم إلى إصابة أو تلوث اشعاعي.
* المنطقة المجهولة: يعتقد هؤلاء العلماء أن مسرح هذه العملية من أولها لآخرها كانت في صحراء نيفادا في منطقة عسكرية حساسة تسمى المنطقة 51.

ومع ذلك، تتوافر الأدلة التجريبية التي تثبت أن الهبوط المأهول على القمر قد حدث بالفعل, فيمكن لأي شخص على الأرض حالياً لديه جهاز ليزر وتلسكوب استرداد أشعة الليزر لثلاث مصفوفات عاكسة للأشعة تُركت على القمر من قِبل بعثة أبولو 11، و14 و15، للتحقق من استخدام تجربة المسافات القمرية بأشعة الليزر في مواقع هبوط بعثات أبولو على القمر الموثقة تاريخياً وإثبات أن المعدات التي تم إنشاؤها على الأرض تم نقلها بنجاح إلى سطح القمر.

علاوةً على ذلك وفي أغسطس 2009 بدأ مستكشف القمر المداري التابع لوكالة ناسا في إرسال صور عالية الدقة لمواقع هبوط أبولو. وتظهر هذه الصور ليس فقط مراحل الهبوط الكبيرة لمركبات الهبوط القمرية التي تُركت ولكن أيضاً آثار مسارات سير رواد الفضاء وهو يسيرون على الأقدام في الغبار القمري.

صورة جميع الرحلات الناجحة للقمر

صورة جميع الرحلات الناجحة للقمر

 

المصدر: ويكيبيديا

 

   
   
2018-10-11  
 
 1 عدد التعليقات    
سلمى                                                                                                                            2017/04/11 07:12 PM
مقال رائع جداً ومميز. شكراً لكم على هذا الموقع المتميز..

 
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف