مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



عسل «مانوكا»... غذاء ودواء وضماد للجروح والحروق
2019-10-22

ترجمة

مع أن مظهر عسل مانوكا الذهبي والكثيف لا يجعله يبدو مختلفاً عن عسل النحل العادي، إلا أن تركيبته الكيميائية تجعله يحتوي على مواد مميزة ومختلفة عن باقي أنواع العسل, مما جعله يُستخدم استخدامات طبية بحتة ويُباع على أرفف الصيدليات.
 
ما هو عسل مانوكا؟
 
عسل مانوكا (Mānuka honey) هو عسل يتم استخلاصه من النحل الأوروبي الموجود في جبال نيوزيلندا وأجزاء من أستراليا, والذي يتغذى على رحيق زهور "شجرة الشاي"، التي تسمى أيضا بـ"شجيرة مانوكا"(Leptospermum scoparium)، ويتميز العسل بنكهة خاصة وبلون قاتم.
 
المميزات علاجية لعسل مانوكا
 
ما يجعل عسل المانوكا مميزاً عن باقي أنواع العسل هو محتواه الغذائي المميز إذ يحتوي على 4 أضعاف المواد الغذائية الموجودة في العسل العادي بشكلٍ عام، فهوغني بالمواد التالية: فيتامينات المجموعة ب، النحاس، الكالسيوم، النحاس، الحديد، المغنيزيوم، المنغنيز، الفسفور، البوتاسيوم، الصوديوم، الزنك، الأحماض الأمينية.
 
لكن أكثر ما يُميز هذا العسل هي خصائصه المضادة للبكتيريا التي تميزه عن العسل التقليدي، بالإضافة إلى ذلك فإن لعسل مانوكا فوائد مضادة للفيروسات ومضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، في الواقع لقد تم استخدامه تقليدياً في التئام الجروح، وتهدئة الحلق، ومنع تسوس الأسنان وتحسين مشاكل الجهاز الهضمي منذ القدم.
 
تعود قوة هذا العسل وخصائصه كمضاد للبكتريا بسبب إحتوائه على مركب ميثيل جليوكسال Methyl Glyoxal, وهو العنصر النشط المسؤول المحتمل عن هذه الآثار المضادة للبكتيريا. إذ يرتفع تركيز هذه المادة في عسل المانوكا إلى 100 مرة أكثر مما هو موجود في العسل التقليدي حسب ما ذكر موقع "غيزوندهايت" الألماني.
 
وبسبب الطلب الكبير على عسل المانوكا، ارتفع ثمنه بصورة هائلة، كما أشار موقع صحيفة "لاوسيتس" الألمانية. ويصل سعر العلبة منه بوزن 250 غرام إلى أكثر من 100 يورو (112 دولاراً) .
 
 
حصل عسل مانوكا في العام 2004 على رخصة طبية من قِبل الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا لاستخدامه في تضميد الجروح وتعقيمها, كذلك حصل هذا العسل في العام 2007 على رخصة طبية من قِبل إدارة الأغذية والدواء الأمريكية لاستخدامه كخيار لعلاج الجروح، فهو يوفر خواصاً مضادة للبكتيريا ومضادات الأكسدة، مع الحفاظ على بيئة الجرح الرطب وحاجز الحماية الذي يمنع الإصابة بالميكروبات في الجرح, كذلك يعزز التئام الجروح، ويزيد تجديد الأنسجة، ويقلل الألم لدى المرضى الذين يعانون من الحروق
 
وتوصلت دراسة حديثة صادرة عن جامعة سوانسي البريطانية إلى أن استخدام عسل المانوكا يمكن أن يوفر بديلاً لعلاج التهابات الجهاز التنفسي، وخاصة ضد البكتيريا التي توجد في حالات الإصابة بالتليف الكيسي.
 
وذكرت الدراسة، التي نشرت نتائجها في موقع "ساينس ديلي"، أن المشرفين على الدراسة زرعوا التهابات بكتيرية مشابهة لتلك التي تظهر لدى مرضى التليف الكيسي، ثم عالجوا الالتهابات بعسل المانوكا.
 
وأظهرت النتائج أنه كان فعالاً في قتل البكتيريا بنسبة 39%، بينما وصلت نسبة قتل البكتيريا في حالة استخدام المضادات الحيوية إلى 29% فقط. وفي حالة استخدام العسل والمضادات الحيوية معاً، وصلت النسبة إلى 90%.
 
 
 
وتعتمد درجة فاعلية عسل «مانوكا» على الرقم الفعال الذي تحصل عليه وتوثقه هيئة اسمها أيضا «UMF» وهي تقيم الفعالية كالتالي:
 
- من 1 إلى 4: ليست له فعالية طبية.
 
- من 4 إلى 9: يتساوى في الفعالية مع أنواع عسل النحل الأخرى.
 
- من 10 إلى 14: فعال في شفاء بعض الحالات وله صفات مضادة للبكتيريا.
 
- أعلى من 15: فعالية عالية للشفاء، ولا يحتاج المستهلك لأكثر من ملعقة صغيرة في كل مرة يتناول فيها هذا العسل. 
 
 
كثيرا من مواقع الإنترنت الطبية تؤكد فعالية عسل «مانوكا» في علاج كثير من الحالات، وتشير إلى أن الطب الحديث ما زال يجري أبحاثه على ما يعرفه الطب الطبيعي منذ آلاف السنين. ومن الحالات التي يعتقد مشجعو الطب الطبيعي أن عسل «مانوكا» يعالجها:
 
> أحماض المعدة: وهي تنتج عن زيادة إفرازات بكتيريا المعدة التي ينتج عنها أحيانا صعود الأحماض إلى المريء. ويعالج عسل «مانوكا» هذه الحالات بفضل صفاته المضادة للبكتيريا. ولذلك، فإن تناول عسل «مانوكا» يخفض من الحموضة ويستعيد توازن الجهاز الهضمي.
 
> علاج أمراض الجلد مثل الإكزيما والبثور: وهو علاج لا يستند حتى الآن إلى تجارب أو إثباتات طبية. ولكن من استخدموه لعلاج هذه الحالات يشهدون بفعاليته. وهم يغطون المنطقة المصابة بالعسل لعدة دقائق ثم يغسلونها بالماء والصابون. ويمكن تكرار العلاج مرة يوميا أو يوما بعد يوما من أجل الحصول على أفضل النتائج.
 
> وقاية من «الميكروبات السوبر»: وهي ميكروبات تنتشر في المستشفيات ودور رعاية المسنين، وسببها «ميكروبات سوبر» اسمها «MRSA» لا تتأثر بأدوية المضادات الحيوية بعد اكتسابها مناعة ضدها. ومؤخرا اكتشف باحث من جامعة كارديف متروبوليتان أن عسل «مانوكا» من شأنه القضاء على أعتى «الميكروبات السوبر»؛ الأمر الذي يمكن أن يعمم استخدامه في المستشفيات لتوفير علاج طبيعي لظاهرة معدية وخطيرة.
 
> الحروق والتسلخات الجلدية: يتميز عسل «مانوكا» بأنه مضاد للأكسدة ومزيل للالتهاب، وذكرت بعض الأبحاث أن استخدامه يؤدي إلى سرعة علاج الجروح وخفض الألم لدى مرضى الحروق الجلدية مع خفض نسبة الالتهاب. وهو فعال أيضا في حالات التسلخات الجلدية، واستعماله مفيد في حالات تغطية الجروح.
 
> أمراض الأسنان واللثة: أشارت عدة دراسات حديثة إلى فعالية عسل «مانوكا» في علاج حالات ألم الأسنان ونزف اللثة بفضل خواصه المضادة للميكروبات. وقال باحثون من جامعة ديوندن في نيوزلندا إن عسل «مانوكا» يخفض تكلس الأسنان بنسبة 35 في المائة ويخفض من درجة نزف اللثة. كما أن عناصر الكالسيوم والزنك والفسفور كلها مفيدة لصحة الأسنان.
 
> علاج التهابات القولون مع المحافظة على القولون من أي أضرار: وذلك في تجارب معملية أجريت على الفئران.
 
> علاج التهابات الحلق ودعم جهاز المناعة: في عام 2007 جاء في نشرة طبية اسمها «لوكوسايت بيولوجي» أن أحد مكونات عسل «مانوكا» له تأثير إيجابي على نظام المناعة في الجسم. وأضاف بحث آخر نشر في عام 2011 أن عسل «مانوكا» له أيضا تأثير في وقف انتشار البكتيريا التي تسبب التهابات الحلق. ومؤخرا وافق معهد السرطان البريطاني على استخدام عسل «مانوكا» في علاج التهابات الحلق التي يسببها العلاج الكيميائي.
 
> مكافحة حالات الحساسية: كثير من مستخدمي عسل «مانوكا» أشاروا إلى فوائده في علاج حالات الحساسية الموسمية التي تحدث خلال فصلي الربيع والصيف بسبب حبوب اللقاح المنتشرة في الجو. وفي دراسة على مجموعة من المصابين قال 60 في المائة منهم إن الحساسية تراجعت لديهم بعد تناولهم جرعات من العسل بصفة منتظمة. ولم تكن هناك حاجة لتناول أدوية مضادة للحساسية.
 
> منشط عام وترياق للجلد: تناول عسل «مانوكا» يوميا ينشط الجسم ويزيد الطاقة ويدعم نوعية المعيشة بفضل كثافة المواد الغذائية فيه. وهو أيضا مفيد للجلد؛ حيث يستعمله البعض لغسل الوجه، كما أنه يضاف إلى الشامبو أحيانا. وهو يضاف إلى المشروبات من أجل تطهير المعدة.
 
> يساعد على النوم العميق: إضافة عسل «مانوكا» إلى الحليب وشربه قبل النوم يفرز مواد مثل غلايكوجين وميلاتونين اللتين تساعدان الجسم على الاسترخاء والنوم العميق. وهو يساعد أيضا على حماية الجسم من الأمراض التي تنتج عن عدم القدرة على النوم.
 
> علاج حب الشباب: يمكن أن يساعد عسل مانوكا في الحفاظ على بشرة خالية من البكتيريا، والذي يمكن أن يسرع عملية شفاء حب الشباب. هناك بحوث محدودة للغاية حول قدرة عسـل مانوكا على علاج حب الشباب، ومع ذلك وجد أن عسل الكانوكا كان فعالاً مثل الصابون المضاد للبكتيريا في تحسين حب الشباب.
 
 
محاذير ومخاطر
هناك بعض المحاذير والأمور التي عليك معرفتها أولاً قبل البدء باستعمال عسل المانوكا، إذ قد يتسبب عسل المانوكا بمشاكل مثل:
 
* زيادة الوزن: فمع أن كل معلقة من عسل المانوكا تحتوي على ما يقارب 60 سعر حراري (كمية قليلة نسبياً)، إلا أن الإفراط في تناول العسل قد يسبب زيادة الوزن والسمنة.
* تعقيدات متعلقة بمرض السكري: فمع أن نسبة السكر في عسل المانوكا ليست عالية نسبياً، إلا أنها قد تشكل خطراً على مرضى السكري، لذا يجب الحذر.
* رد فعل تحسسي: قد يثير تناول عسل المانوكا رد فعل تحسسي لدى البعض. 
 
 
 
 
المصدر : الجزيرة,دويتشه فيلله, جريدة الشرق الأوسط, ويب طب, ويكيبيديا

 

 

   
   
2019-10-22  
 
 لا يوجد تعليقات    
 
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف