مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



القسطرة القلبية
2017-06-29

ترجمة

قسطرة القلب أو قثطرة القلب "Cardiac Catheterization" هي عملية إدخال أنبوب مرن عبر شريان محيطي مثل الشريان الفخذي أو الشريان العضدي، من أجل الوصول إلى البطين الأيسر للقلب أو إلى الشرايين الإكليلية (التاجية) وذلك لأغراض تشخيصية مثل حقن البطين الأيسر أو الشرايين الإكليلية بالمادة الظليلة التي تسهل رؤيتها بالأشعة السينية أو لإدخال مواد أو معدات علاجية.

كانت قسطرة القلب تُستخدم في بداياتها فقط على قثطرة حجرات القلب لقياس الضغط فيها ولفحص الصمامات القلبية، وقياس مقدرة القلب على ضخ الدم بواسطة المادة الظليلة، إلا أنه جرت العادة على إطلاق وصف قثطرة القلب على قثطرة الشرايين التاجية الهادفة للتعرف على تضيقات هذه الشرايين وعلاج هذه التضيقات. وهو الغالب على هذه العمليات، حيث يتم الاستغناء عن قثطرة حجرات القلب لأن فحوصات الموجات فوق الصوتية للقلب (أو ما يُسمى بصدى القلب) أصبحت تغني عن هذا الفحص.

الطريقة
تبدأ العملية بالتخدير الموضعي في منطقة المغبن وحديثاً أيضاً من منطقة المرفق، وثم يصار إلى النخز بالإبرة للوصول إلى الشريان الطرفي مثل الشريان الفخذي أو الشريان العضدي. ثم يتم إدخال القثطار إلى هذا الشريان، ومن هناك عبر الشريان الأبهر (الأورطي) إلى القلب.

عند الوصول إلى القلب يتم حقن المادة الظليلة وبخاصة في الشرايين الإكليلية (التاجية) أو في البطين الأيسر، أو يتم عن طريق القثطار قياس ضغط الدم في حجيرات القلب وتسجيل تخطيط لضغط الدم هناك. ويمكن هذا الفحص من تصوير الشرايين التاجية وتقدير مدى التضيق.

عملية القسطرة بحد ذاتها تعتبر عملية تشخيصية "Diagnostic"، ولكن في حالة إجرائها لتشخيص تضيق في الشرايين التاجية، فإنه وفي كثير من الحالات يمكن إضافة الجانب العلاجي "Intervention" بإدخال البالون النافخ إلى هذه الشرايين والعمل على توسعتها، ووضع الشبكات المعدنية الحامية والمانعة لعودة التضيق من جديد في هذه الشرايين. وهذا يتم بناءً على موافقة المريض في نفس الجلسة أو في جلسة آخرى منفصلة.

الأشعة المستخدمة

لإرشاد وضع أنبوب القسطرة أثناء الفَحْص يُستخدم سلك معدني داخل الأنبوب وبشكل متقطع يستخدم تَنْظيرٌ تَأَلُّقِيّ وأَشِعَّةٌ سينيَّة ذات جرعة منخفضة لكي تتضح الصورة عند الحاجة. يتم ذلك بدون حفظ تسجيلات لتلك النظرة الموجزة. عندما يصبح الطَبيب جاهز لتسجيل المناظر التَشْخيصِيّة, التي يتم حفظها بحيث يمكن فحصها بعناية لاحقاً, يُفَعِّل المُعَدَّات ليطبِّق أَشِعَّةٌ سينيَّة ذات جرعة عالية, يطلق عليها ساين, كي يتم خلق صور متحركة بجودة أفضل, بتباين كَثَافَةٌ إِشِعاعِيَّة حادَّ, عادة بإستخدام 30 لقطة في الثانية. الطَبيب يتَحَكُّم بكِلا من حَقْن الصبغة, تَنْظيرٌ تَأَلُّقِيّ ووقت تطبيق الساين لكي يتم تَصْغِيْرٌ كمية الأَشِعَّةٌ السينيَّة المستخدمة. يتم تسجيل جرعات المواد الظليلة أو العتيمة للأشعة ومدَّة التَعَرُّض للأَشِعَّةٌ سينيَّة بصورة روتينية لمحاولة تَكْبِيْرٌ السَلاَمَة.

 

أنواع القسطرة القلبية

قسطرة الشرايين التاجية أو القثطرة التاجية
فحين يُجرى الفحص للكشف عن تضيقات الشرايين التاجية، فإنه تتم قثطرة هذه الشرايين (قثطرة شريانية) ويتم حقن المادة الظليلة في هذه الشرايين، ثم يتم تصوير هذه الشرايين بالأشعة السينية والتعرف إما بالعين المجردة على التضيقات وتقديرها، أو يمكن قياسها باستخدام برامج حاسوبية لقياس قطر الشريان التاجي وقياس التضيق وحساب نسبة التضيق المئوية، أي كم من قطر أو مساحة الوعاء تضيقت بفعل تصلب الشرايين. وعاء دموي نسبة التضيق فيه 30%، يعني أن 70% من هذا الوعاء مفتوح لسريان الدم فيه. وعاء دموي نسبة التضيق فيه 90%، يعني أن 10% من هذا الوعاء ما زال مفتوحاً. في حالة التضيق بنسبة 99% أو98% تسمى هذه الحالة بالانغلاق شبه التام للوعاء الدموي. في حالة الانغلاق التام للوعاء الدموي تكون النسبة 100%.

كل نسب التضيق ما دون 50% تعتبر غير مؤثرة على مجرى الدم، وتعامل معاملة الأوعية المفتوحة، ولكن يجب على المريض التقليل من عوامل الخطر وتحسين طريقة حياته. التضيقات التي تزيد على 60% تعتبر تضيقات معتبرة، أي أنها بشكل عام تتطلب علاجاً. تعتبر التضيقات التي تزيد عن 85% تضيقات حرجة قد تؤدي إلى جلطة قلبية. قد يحدث انسداد كامل (100%) لوعاء دموي في القلب دون أن يرافقة جلطة قلبية، وذلك إذا توفرت البدائل لتزويد العضلة القلبية بالدم عن طريق أوعية التفافية.

في حالة التضيقات المعتبرة في الشرايين التاجية يمكن أن يتم خلال عملية القثطرة التاجية إدخال بالون إلى منطقة التضيق، وثم توسيع التضيق بنفخ البالون، ثم إضافة الشبكة القلبية (ستنت).


قسطرة البطين الأيسر
هنا يتم إدخال القثطار إلى البطين الأيسر، ومن ثم قياس ضغط الدم عن طريق فتحات في نهاية القثطار وفي جانبه. عند قياس الضغط المتولد في حجرات القلب يمكن رسم مخطط للضغط في حجرات القلب، والاستفادة منه في تقيم الناحية الوظيفية للقلب. كما يمكن حقن المادة الظليلة لداخل البطين، ومراقبة انقباض العضلة القلبية لتحديد قوة ضخ القلب عن طريق تقدير كمية الدم المتدفق من القلب ونسبتها إلى كمية الدم المتواجد في البطين الأيسر، وهو ما يسمى الكسر القذفي. بعد تطوير أجهزة الأمواج فوق الصوتية وتخطيط صدى القلب صار استخدام القثطرة لقياس الكسر القذفي متروكاً ومُستَغنىً عنه.


دواعي القسطرة
  * الكشف عن التضيقات في الشرايين الإكليلية (التاجية) والحاصلة في مرض شريان القلب التاجي، وعلاج هذه التضيقات.
  * تشخيص لبعض أمراض الصمامات القلبية وعلاج تضيق الصمام التاجي (المترالي).
  * قياس أبعاد الشريان الأبهري الصاعد.
  * التحضير لعمليات القلب المفتوح.
  * الكشف عن التشوهات الولادية.
  * علاج وإغلاق الفتحة الولادية بين الجانب الأيسر والأيمن من القلب.

مضاعفات القسطرة
* النزف.
* حدوث شق في الشريان الفخذي.
* نزيف من الشرايين التاجية، ويمكن علاجه باستخدام الشبكات المعدنية، ونادراً ما يحتاج الأمر إلى تدخل جراحي أو إلى عملية توصيل الشرايين القلبية.
* توقف القلب أو حصول اضطراب في دقات القلب مثل التسرع البطيني أو حتى رجفان بطيني، ويمكن علاج هذه المضاعفات إما بالأدوية أو بالصدمة الكهربائية باستخدام مزيل الرجفان أو استخدام منظم دقات القلب.
* التحسس من المادة الظليلة، وقد يصل الأمر إلى الأزمة التحسسية,تعالج الأزمة التحسسية بالكورتيزون.
* التأثر باليود الموجود في المادة الظليلة، مما قد يؤدي عند مرضى الغدة الدرقية إلى أزمة الغدة الدرقية، ويمكن الوقاية من ذلك بإعطاء أولئك المرضى مادة بيركلورات الصوديوم والتي تمنع امتصاص الغدة الدرقية لليود وتقي من الأزمة الدرقية.
* التأثير السلبي على الوظائف الكلوية، وبخاصة عند مرضى الكلى المزمن، لذا يُنصح بالإكثار من شرب الماء بعد تلقي المادة الظليلة وذلك لتقليل أثرها على الوظيفة الكلوية. ويمكن العمل على تقليل كمية المادة الظليلة وذلك بالاستغناء عن فحص حجرات القلب إذا كانت القثطرة تجري لفحص الشرايين التاجية، وذلك لحماية الكلى من العبء الزائد للمادة الظليلة.

 

 

 

 

   
   
 
 
 لا يوجد تعليقات    
 
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف