مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



مريض سكري؟ احذر من تناول الفول السوداني
2017-09-16

ترجمة

تدلّ الدراسات على وجودِ فوائدَ عديدةٍ للمكسرات بصفةٍ عامةٍ، ويشمل ذلك الفول السوداني، وتعود تلك الفوائد أساساً إلى احتوائها على مجموعةٍ من المغذّياتِ الصحية كالأحماض الدهنية المفيدة من نوع أوميغا-3 وأوميغا-6، والبروتينات النباتية، والألياف، والمعادن، وبعضِ مضادات الأكسدة، والتي تساهمُ في خفضِ خطر الإصابة بالأمراض القلبية، وحصى المرارة، إضافةً إلى تأثيرها الفعّال في خفض ضغط الدم والكوليسترول ومنع حدوث الالتهابات. وعلى الرّغم من غناها بالسعرات الحرارية، إلّا أن المكسراتِ غيرَ المملحة تعتبر وجبةً خفيفةً صحيةً تساهمُ في خفض الوزن عند تناولِها بكمياتٍ قليلةٍ، فهي مغذيةٌ ومشبِعةٌ بذات الوقت.

إلّا أن هناك بعضَ العوامل الأخرى التي يجب على مريض السكري أن يراعيها عند تناول الفول السوداني على وجه التحديد.


المؤشر الغلايسيميّ للفول السوداني طبيعيٌّ، ولكن لا بدّ من الحذر:
يُستخدم المؤشر الغلايسيميّ (أو مؤشر نسبة السكر) The glycemic index (GI) لتقييم الأطعمة وتصنيفِها وفق قدرتِها على رفع أو خفض نسبة سكر الدم في الجسم. وكلما كان المؤشر الغلايسيمي لطعامٍ ما أقلَّ أصبح تأثيرُه على ارتفاعِ سكر الدم أقلّ.
يُضاف لما سبق مقياسٌ آخرٌ هو الحِمل الغلايسيمي The glycemic load وهو مقياسٌ لأثرِ طعامٍ ما في سرعةِ رفع سكر الدم بعد أن يتم هضمه تماماً. وإذا كانت قيمةُ الحِمل الغلايسيمي 10 وما دون، فإن الطعام المعنيَ يكون ذا تأثيرٍ منخفضٍ على السكر في الدم بعد هضمِه.
وقد وُجد أن قيمةَ هذين المقياسَين في الفول السوداني تبلغ 13 للمؤشر الغلاسيمي, وحملها الغلاسيمي 1، وهذا يعني أنه لا يُحدث زيادةً كبيرةً في سكر الدم عند تناولِه أو بعدَ تمامِ هضمِهِ، وبالتالي فإنه يُعتبر وجبةً خفيفةً جيدةً لمرضى السكري، إلا أن ذلك لا يعني أن بإمكانِهِم تناولَهُ دونَ انتباهٍ، وسنتعرّف على السبب وراء ذلك فيما يلي.

الفول السوداني ليس من المكسّرات فعلاً.. فماذا تقول الأبحاث عنه؟
الفول السوداني من البقوليات التي تمتلكُ خصائصَ مشابهةً للمكسرات. وعلى عكس المكسراتِ فإن طعمَهُ غيرُ مقبولٍ عندما يكون غيرَ محمصٍ، ولذلك فإنه يُستهلك محمّصاً.
ويعتبر المحتوى العالي من الأوميغا-6 أهم الخصائص التي تميز الفول السوداني عن المكسرات، وهو أمرٌ قد يدعو للقلق أحياناً، إذ يمكن لارتفاع المدخول من الأوميغا-6 أن تسبب اختلالاً في نسبتِها إلى الأوميغا-3، ممّا يمكن أن يسبب التهاباتٍ لدى البعض، الأمر الذي يُحدِث استجابةً مضادةً لهذه الالتهابات والتي غالباً ما تجعلُ من أعراضِ السكري أكثرَ سوءاً. ولتجنّب حدوث هذه الالتهابات، يجب على مريض السكري أن يوازن بين مدخولِه من الأوميغا-6 والأوميغا-3
يُذكر أنّ بحثاً أجري على مئتي ألفِ شخصٍ توصّل إلى أن تناولَ الفول السوداني وغيرِه من المكسرات بانتظام قد أدّى إلى خفضِ الوفيات الناتجة عن أمراضِ القلب -ولكن مع الاعتدال- إذ يؤدي تناولُهُ بكمياتٍ كبيرةٍ إلى ارتفاع الوزن نظراً لمحتواه المرتفع من السعرات الحرارية.

ارتفاع الملح في الفول السوداني:
يمكن لمرضى السكري أن يبتاعوا الفول السوداني غيرَ المحمّص، ويحمّصوه في المنزل مع بعضِ التوابل، ليضمنوا الحصول على منتجٍ خالٍ من أو منخفضِ الملح، ذلك أن مرضى السكري يُعدّون أكثرَ عرضةً للإصابة بارتفاعِ ضغط الدم من غيرِهم.

زبدة الفول السوداني:
من المؤكد أن زبدةَ الفول السوداني ليست من الأطعمةِ المفيدةِ لمرضى السكري! إذ تحتوي هي ومنتجاتُها على كميةٍ عاليةٍ من الدهون –معظمُها من الدهونِ المتحولةِ والمشبعة– والسكريات، والزيوت لإضافةِ الطعم والخصائص المرغوبةِ للمستهلكين. ويفضّل إن رغب المريض بذلك أن يبحث عن زبدة الفول السوداني الطبيعية التي تكون خاليةً من أي مضافاتٍ باستثناءِ القليل من الملح.

عواملُ أخرى يجب مراعاتها من قِبل مرضى السكري:
تبقى الحساسية تجاه الفول السوداني واحدةً من أهم النواحي التي يجب على المريض أن يتوخّى الحذر منها، فضلاً عن التأكيد على ضرورةِ ضبطِ الكميات المتناولة منه كي لا تؤدي إلى زيادة الوزن. أما الأفلاتوكسينات التي تنتج عن بعض الأعفان التي تصيب المكسرات والفول السوداني، فيمكن لها أن تؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ لمريض السكري خاصّةً إن كان يعاني من أمراض الكبد والسرطانات.

علينا أن نذكر أخيراً أن عدداً من أنواع المكسرات الأخرى يعتبرُ أفضل من الفول السوداني من الناحية الغذائية، فاللوز مثلاً يحتوي على ضعفِ كمية الألياف، والكالسيوم، والحديد، كما أن كميةَ الفيتامين E فيه أكثرُ بمرةٍ ونصفٍ من الفول السوداني، وكذلك الأمر بالنسبةِ للجوز، لذلك فإننا ننصح بالتنويع بين الأنواعِ الثلاثةِ هذه لتكون بذلك وجبةً خفيفةً صحيةً ومغذيةً بعيداً عن الأعراض الجانبية المحتملة.


المصدر: الباحثون السوريون مترجم من هنا

   
   
2023-12-07  
الوسوم: سكري - فول_سوداني
 
 لا يوجد تعليقات    
 
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف